التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

التمحور حول الذات

الأنانية هي اهتمام الإنسان بنفسه بشكل مفرط وكلي وبحثه وتركيزه على مصلحته الخاصة ومسراته وثرائه دون اعتبار للآخرين. يخلق هذا الكائن البشري الذي نطلق عليه تسمية الإنسان خير بالفطرة ولكنه سرعان ما نجده يكوِّن سلوكاً مرضياً ويبدأ بحصر نشاطاته وتفكيره بذاته وتدفعه غريزة التملك إلى الاهتمام بنفسه وذاته فقط ويسعى بكل جهده للوصول إلى تحقيق رغباته الذاتية بطرق مختلفة لا يقبلها العقل ولا المنطق ولا ما يمكن أن نسميه التكافل الاجتماعي هذا الإنسان الذي يحب ذاته لا يرى إلا نفسه ولا يهمه مصلحة الآخرين لا بقليل ولا بكثير. ولنكن موضوعين فنقول لا مانع للإنسان أن يحرص على نفسه وأن يحقق ذاته ولكن عليه أن يعفل ذلك ضمن حدود الوسطية التي تعطيه وتعطي الآخرين، تحقق مصلحته ومصلحة الآخرين وبشكل متوازن دون إفراط أو غلو أو حرمان الآخرين من حقهم في السهر على مصلحتهم، وبمعنى آخر أن يكون هناك مشاركة بين جميع أفراد المجتمع من حيث تبادل المنافع حتى تتحقق السعادة في المجتمع. ربما لا نبالغ إذا قلنا إن الأنانية تعمل عمل الطاعون في المجتمع وإذا بحثنا في المجتمعات عن سبب تقدمها أو تأخرها نجد أنه كلما وجد تفاعل بين أفراد ال
آخر المشاركات

مأزق التمركز حول الذات

إن حالة مركزية الذات Ego centrism في حقل الدراسات النفسية يُقصد بها الحالة التي يكون فيها الفرد مستغرقًا في عالمه الداخلي الخاص، منشغلًا بذاته، مبالغًا في تقدير أهميتها للدرجة التي يتصور فيها- واهماً- أنه مركز الأسرة والعالم المحيط به، وأن كل مَن حوله من بشر قد وجدوا من أجل خدمته وتلبية رغباته، وأن آراءه واهتماماته هي الأكثر صدقًا وأهمية من آراء واهتمامات الآخرين. ويرى عالم النفس السويسري الشهير "جان بياجيه" أن حالة مركزية الذات هي في الأساس الحالة الطبيعية للأطفال تحت 6 سنوات، ولهذا فمع النمو المعرفي والوظيفي في المرحلة العمرية من 7- 12 سنة تقل لدى الطفل نزعة مركزية الذات ويبدأ في استيعاب وجهات نظر الآخرين، والحوار معهم، ويصبح الطفل قادرًا على التحصيل المعرفي على نحو أكثر انفتاحًا ومرونة. وعلى الرغم من أن غالبية الأبحاث التي أجريت على موضوع "مركزية الذات" تركز في المقام الأول على التطور النفسي والمعرفي في مرحلة الطفولة، فبعض الدراسات الأخرى أثبتت امتدادها أحيانا إلى مرحلة المراهقة المتأخرة ومرحلة البلوغ أيضًا؛ حيث يرى عالم النفس "ديفيد

قراءة في فكر إدجار موران

هذا المقال هو دراسة حول توظيف مفهوم تربية المستقبل عند إدجار موران في منهج التربية الإسلامية تمهيد يُعد إدجار موران من أبرز المفكرين الذين اهتموا بدراسة التحديات التي تواجه التربية اليوم، ولقد عالج ذلك في كتابه تربية المستقبل، وذلك إثر تكليف من اليونسكو. وقد عد سبع مثالب تواجهها التربية حاليًا ومستقبلا. وفيما يلي نستعرض خمسا من سمات تربية المستقبل: تنقية المعرفة، وإصلاح طرق التفكير، وتعليم الشرط الإنساني، وتعليم الهوية الأرضية، وتعليم الفهم الإنساني. 1- تنقية المعرفة إن السمة الأولى من سمات تربية المستقبل هي التأكيد على أن المعرفة ليست يقينية. فالمعرفة ليست منزهة عن الخطأ، فلم يستطع الإنسان يوماً ما الوقوف على قمة مستوى اليقين في المعرفة، وذلك لأنه بطبيعته البشرية يخطئ ويصيب، ولأن عقله لم يعط قدرة مطلقة للمعرفة، إضافة لعدم قدرة عقل الإنسان على الوصول لهذا المستوى من اليقين، فإنه لم يُعط القدرة على الإحاطة بالمعارف على مدار الزمان والمكان. ولقد سبق لماركس وانجلز أن وضحا، في الأيديولوجيةالألمانية، كيف أن البشر شيدوا على الدوام تصورات خاطئة حول أنفسهم وح

التمركز حول الذات ؛ سيكولوجية تدهور الذات و العلاقات الانسانية (من وجهة نظر رايس)

تعد العلاقات الانسانية القائمة على الحب و الوفاء و الأخلاص و التضحية و الأعتراف المتبادل مــــــن اجمل العلاقات والروابط البشريــــة الجميلة التي تنشأ بين افراد الجنس البشري ، سواء كانت هذه العلاقات بين الاباء والابناء ، او بيـــن الزوج و الزوجه ، او بين المسؤول ورعيته ، او بين الحبيب و محبوبته ، ولكن من المؤسف أحياناً في أن تتحــــول بعض هذه العلاقات الانسانية الى علاقات تمركز حول الذات ، و أن تتحـــــول هذه الروابط المشتركة الى علاقـات كارثية ، و الى مجرد احاسيس ومشاعر باردة يسودها الفتور والخمول .  و يعرف علماءالنفس والصحة النفسية التمركز حول الذات hugging - Self بأنه ميل الفرد الى الاهتمام بذاته في المقابل اهماله وعدم اهتمامه بالآخر ، كما عرف بأنه الانشغال بالاهتمامات الذاتية الى الحد الذي يصبح معه الفرد غير حساس بمشاعر وحقوق الآخرين في الوقت الذي يحتاجون الآخرون اليه . أذ أن التمركز حول الذات احد الاضطرابات السلوكية او الاضطرابات الاتصالية التي تنشأ بسبب حب الذات دون اعتبار بحاجات الآخرين ، يكتسبه الفرد من بيئته الاجتماعية ، ويتعلمه من المحيط ، وكثيراً ما يفشل الفرد بس

فوارق - بين الثقة بالنفس و التمركز حول الذات

  و‏فارق‬ بين الثقة بالنفس واحترام الذات وبين التمركز حول تلك الذات والانبهار بال(أنا) ذلك الانبهار والتمركز الذي يدفع صاحبه إلى الاستماتة من أجل البقاء دوما داخل دائرة الضوء إن من الناس أدمن التواجد في هذه الدائرة المضيئة حتى صارت هي منتهى آماله وغاية أحلامه صار لا يستطيع البعد عن تلك الدائرة ولا يطيق حياة يكون فيها خامل الذكر لا تتمحور الأحداث حوله ولا تدور الأخبار والحوادث في فلكه ولأجل ذلك البقاء في دائرة الضوء ومركز الحدث تجده على استعداد لأن يرتقي أصعب مرتقىً ويختار أعجب الأقوال والأفعال وأكثرها شذوذا وغرابة ويستثير مشاعر الخلق بأي سبيل ولو كان باستجلاب اللعائن كل هذا ليظل مستقرا في تلك الدائرة التي أدمن المكث بداخلها…. دائرة الضوء وحقيقة حرص ذلك النمط البشري على البقاء في تلك الدائرة لا تقتصر على لذة الشهرة وحلاوة تسلط الأنظار فتلك أمور ثانوية إلى جوار المشكلة الحقيقية التي تتلخص في كلمة واحدة أنا… إن ذاته قد تعاظمت و(أناه) قد تضخمت لدرجة ابتلعت معها كل الذوات والأشياء المحيطة التي اقتصر دورها في نظره على (التخديم) على تلميع ذاته وإنزالها منزلتها وإعطائها قدرها لذلك تجد صاح

مرض عبادة الذات

عبادة الذات أو الدوران حول الذات مرض, والمصاب به تجده لا يحب الثقافة و العلم إلا لمصلحة تتعلق بذاته, فلا يستطيع أن يهتم بموضوع خارج ذاته بالكلية وإذا تكلمت بموضوع خارج ذاته سيحاول أن يسحبه شيئا فشيئا إلى ذاته, لذلك كل شيء يحدث يراه من خلال ذاته, والأشياء مهمة وتافهة وقريبة وبعيدة تبعا لقربها وقيمتها عند ذاته, فالأشياء عنده لا قيمة لها بذاتها, فحتى أحلامه في المنام يفسرها على أنها شيء سيحدث له في مستقبل ذاته. الشعور الإنساني يريد أن ينطلق ويرى الحياة بينما الأنانية تربط كل شيء بالذات وهي التي تنتج ضيق الأفق وصعوبات التكيف والغيرة و الحسد. لا يستطيع الأناني أو الأنانية أن يفكرا بطريقة حرة, و لن يستطيع إلا أحد سلم نفسه لله, هو من يستطيع أن يكون حرا من سيطرة ذاته و أنانيته على أفكاره وتقييماته. طبعا لابد للإنسان أن يهتم بذاته لكن المشكلة في سيطرتها على النظرة للحق والباطل عند الإنسان, عبادة الذات تجعل الحق ما ينفعنا والباطل هو ما يضرنا فقط وهذا ليس بالشرط هو الحق والباطل.  عبادة الذات تضيق إطار الحياة فلا يستطيع المصاب به أن يتذوق الجمال ويستمتع بالحياة, و إذا وصفها بالتع

إستشارات موقع أون إسلام

مشكلتي تتلخص في الآتي: - عدم الثقة بالنفس - عدم الرضا عن النفس والإحساس بالفشل - الخوف من كل ما هو جديد - العزلة والانطوائية. أنا شاب عمري 23 سنة، حاليا في السنة النهائية في إحدى الجامعات المرموقة ببلدي، درست جميع مراحل المدرسة في إحدى الدول الخليجية، أعاني من التأتأة منذ صغري، وهي تختلف حسب حالتي المزاجية، والموقف الذي أواجهه، فأحيانا أتكلم بطلاقة وبوضوح، وفي أحيان أخرى أعجز عن نطق كلمتين معا، بالإضافة إلى ذلك لدى ميل إلى الوحدة، ونادرا ما أشترك في الأنشطة الجماعية. الحمدلله كنت دائما الأول على صفي، وأحرزت مركزا متقدما في امتحانات الشهادة الثانوية، وأحرز نتائج طيبة في دراستي الجامعية، ولكنها تقل من سنة إلى أخرى. لدي اعتقاد بأنه يتوجب علي إنجاز كل شيء على الوجه الأكمل، وأن تكون جميع تصرفاتي -خاصة أمام الآخربن- كاملة دون أخطاء وبما لا يدع لأي شخص فرصة في انتقاد ما قلته أو فعلته، أي أنه لدي شيء من الكبر والغرور. كل ذلك يجعلني جامدًا مع الأشخاص الذين أحرص أمامهم على أن أبدو بصورة كاملة، محاولا إخفاء الضعف في دواخلي، وكنتيجة لذلك يتعامل معي كثير من زملائي وزميلاتي بالإضافة إلى أقرب