التخطي إلى المحتوى الرئيسي

التمركز الزائد حول الذات (الأنانية)



الأنانيون هم من يهتمون بأنفسهم أو بمصالحهم دون الاهتمام بمصالح الآخرين حيث أن نظرة الأنانيين تقتصر على حاجاتهم الخاصة واهتمام الطفل الأناني مركز على نفسه فقط وهذا ما يميزه عن بقية الأطفال العاديين .

إن مفهوم الأطفال الأنانيين عن أنفسهم مفهوم غير واضح ونظراتهم للآخرين هي نظرة سالبة حيث ينقصهم الانتماء للجماعة ويجدون صعوبة في علاقاتهم مع الأطفال الآخرين ومع الأقران.

***ما هي العوامل المؤدية إلى الأنانية ؟ 

أ_ الخوف:المخاوف العديدة عند الأطفال تسبب الأنانية عندهم مثل مخاوف البخل ،الرفض،الابتذال وهم عادة يشعرون بالغضب والفزع وبالتالي يميلون إلى الانانية ويصبحون مهتمين فقط بسعادتهم وسلامتهم الشخصية ولذلك يحاولون دائما تجنب الأذى من الآخرين ولذلك لا يعرضون أنفسهم ولو نسبيا إلى الاهتمام بالآخرين ولا يظهرون أي نوع من أنواع التغيير في حياتهم ودائما يسودهم شعور بالقلق والتهيج وهم يرون الأشياء من خلال أعينهم فقط ويفسرون وجهات نظر الآخرين بأنها مخجلة هم متمركزون حول النفس ومتقبلو الأطوار.

ب_ الدلال:بعض الوالدين يحاولون إبعاد أطفالهم عن أية مواقف مزعجة ويقدمون لأطفالهم الحماية الزائدة ويحرصون على إشباع كل ما يحتاجه أطفالهم لذا ينشأ أطفالهم وهم غير قادرين على تنمية قوة الاحتمال أو تطوير ذواتهم وهذا يقودهم إلى الأنانية .

ج_ عدم النضج:عدم الوعي الاجتماعي المناسب(عدم التقيد بالاتفاقات وعدم تحمل المسئولية) إن الأطفال الذين لا يستطيعون تحمل الإحباط ويريدون الشيء الذي يريدونه عندما يريدونه هؤلاء الأطفال لا يستطيعون المحافظة على كلمتهم وهم غير قادرين على تحمل المسئولية وهناك أسباب تمنع الأطفال من الوصول إلى النضج منها:الإعاقة ،صعوبات اللغة،إضطرابات في النمو.

*** ما هي طرق الوقاية من الأنانية ؟ 

1_ تشجيع تقبل النفس :وهو أن تجعل للطفل قيمة وأن يشعر بأنه محبوب وتوفير الأمان لهم فإن توافرت للطفل القيمة والمحبة والأمان يصبح عنده الاستعداد للاهتمام بمصالح الآخرين.

2_تعليم الأطفال الاهتمام بالآخرين :"حقق سعادة الآخرين تحقق سعادتك"إن إظهار الاهتمام بأطفالك وبالآخرين يمثل نموذجا رئيسا يعتبرها الطفل قدوة بعكس أن يكون الأبوان أنانيين.

3_ تربيتهم على بغض التسلط:فتسلط الأطفال على الأطفال الضعفاء يشعر الآخرين بالأسى والفشل والحزن لذا على الوالدين تربية الأطفال على عدم التسلط وحثهم على احترام الجميع .

4_ تعويد الطفل على تحمل المسئولية :وهي طريقة طبيعية لتعليم الأطفال الاهتمام بالآخرين مثال تعليمهم الاهتمام والعناية ببعض الحيوانات الأليفة فإن قيام الأطفال بالأعمال الخفيفة هو دلالة على تحملهم المسئولية .

***طرق العلاج*** 

& تعليم الاحترام بواسطة لعب الدور:حيث إن للآباء دورا كبيرا في ذلك بسردهم قصصا فيها قيم واضحة تحث على عدم الأنانية وتظهر سلوك الاهتمام بالآخرين على أنه السلوك الصحيح.

& شرح ومناقشة وتعزيز النتائج الايجابية للاهتمام بالآخرين:وذلك بشكر الطفل على أي سلوك يظهر فيه احتراما نحو الآخرين وشرح نتائج هذا الفعل في النفوس.

& شرح ومناقشة التأثيرات السلبية للأنانية :فلو كان الطفل أنانيا يجب على الأب أن يناقشه بطريقة لطيفة ومناقشة المواقف الأنانية وسلبيتها مما يحفز الطفل على أن يبتعد عن سلوك الأنانية .

&مناقشة وعي الأطفال وخبراتهم السابقة:فيجب تعليم الأطفال متفتحي العقول وقابلين للنقاش وأن يكونوا أقل خشونة في التعامل مع القضايا والمشاكل وإظهار الاهتمام بهم وبغيرهم.

ننتظر مساهماتكم وآرائكم حول الموضوع 
















للقمة إن شاء الله

















موضوع: موضوع رد : الانانية الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:32 pm 







لن يدعوك أحد لأن تكون أنانياً فالأنانية من الطباع البشرية التي لا نريد أن نتصف بها أو أن نوصف بها!لا أحد يريد أن يعترف بأنه أناني، فالأناني في نظرنا هو شخص يفكر في نفسه فقط، شخص لا يهمه الآخرون، شخص مشغول بنفسه إلى درجة تعميه عن ما سواها. لكن لنتوقف قليلا...... ما المشكلة في شيء من الأنانية؟ قليل منها. وقبل أن نفتح أفواهنا مندهشين لنتفق على أمر ما. 




نحن خليط من التصرفات والمشاعر المتضاربة، لسنا معطائين مائة بالمائة ولسنا بخلاء مائة بالمائة ولسنا مبتسمين في كل أوقاتنا ولسنا غاضبين أربعاً وعشرين ساعة في اليوم. أقصد أننا خليط من هذا وذاك وهذا يقودنا للحديث عن الأنانية، وهنا لن أتحدث عنها بمفهومها الذي نكرهه جميعا لكن أنت تفكر في نفسك أحيانا، أنت بحاجة إلى أن تفكر في نفسك تبحث عن ما يسعدها تحاول أن تسعى لتحقيق مصالحك الشخصية. 




أنت لن تسعد من حولك مالم تكن سعيدا ولن تساعد من حولك مالم تساعد نفسك أولا ولن تعطي فقط ولا تأخذ. 




هي عملية موازنة لابد من أن تكون عادلا تجاه نفسك وتجاه الآخرين يمكننا أن نقول إنها تشبه المعادلات الرياضية التي اختلط فيها «س وص» بالأرقام ونحن نبحث مجتهدين عن حلها مستعينين بالكتب والمراجع وخبرات الآخرين. قد تصعب المعادلة على البعض لذلك تجدهم يفيقون فجأة بعد أن يكتشفوا أنهم حرموا أنفسهم حقها في سبيل إسعاد شخص أو تحقيق رضا شخص آخر ويكتشفون أنهم رغم محاولاتهم المتكررة لم يسعدوا هذا ولم يرضوا ذاك كما كان يتوقع ويكتشفون أنهم في نفس الوقت لم يحققوا الرضا الذاتي. وقد يصل البعض الآخر لحل خاطئ لهذه المعادلة حين تطغى الأنا. 




فكر في نفسك أولا! فكر في نفسك ولو للحظة! لكن لا تغفل عن التفكير في الآخرين! مازلنا ندور في حلقة مفرغة لكن الفكرة في حد ذاتها يصعب تحديد ملامحها على الورق فهي في نظري فكرة شائكة. ليس من الخطأ أن يكون فيك شيء من الأنانية لأنك لو لم تفكر في نفسك، لو أهملتها أوتجاهلتها من أجل الآخرين لوجدت في داخلك شيئاً من الرفض والندم الذي يترجم بصور مختلفة وينعكس على تصرفاتك تجاه هؤلاء الآخرين الذين مهما كانوا قريبين ومهما حملت في داخلك حبا جارفا لهم قد تلومهم لأنهم كانوا عاملا من عوامل نسيانك لنفسك وتجاهلك لها. 




ليس بالضرورة أن تكون أنانيا بصورة بشعة لكن إن كانت الأنانية تعني عدم إهمال نفسك ومنعها من الذوبان في الآخرين فعليك أن تكون في هذه الحالة أنانيا بالصورة التي تحفظ لك شيئا منك وتمنحك بعض الراحة وشيء من السعادة. كما قلت كن أنانيا ولكن بتقنين واعتدال!




المرجع :

مقال في "جريدة الرياض"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التمحور حول الذات

الأنانية هي اهتمام الإنسان بنفسه بشكل مفرط وكلي وبحثه وتركيزه على مصلحته الخاصة ومسراته وثرائه دون اعتبار للآخرين. يخلق هذا الكائن البشري الذي نطلق عليه تسمية الإنسان خير بالفطرة ولكنه سرعان ما نجده يكوِّن سلوكاً مرضياً ويبدأ بحصر نشاطاته وتفكيره بذاته وتدفعه غريزة التملك إلى الاهتمام بنفسه وذاته فقط ويسعى بكل جهده للوصول إلى تحقيق رغباته الذاتية بطرق مختلفة لا يقبلها العقل ولا المنطق ولا ما يمكن أن نسميه التكافل الاجتماعي هذا الإنسان الذي يحب ذاته لا يرى إلا نفسه ولا يهمه مصلحة الآخرين لا بقليل ولا بكثير. ولنكن موضوعين فنقول لا مانع للإنسان أن يحرص على نفسه وأن يحقق ذاته ولكن عليه أن يعفل ذلك ضمن حدود الوسطية التي تعطيه وتعطي الآخرين، تحقق مصلحته ومصلحة الآخرين وبشكل متوازن دون إفراط أو غلو أو حرمان الآخرين من حقهم في السهر على مصلحتهم، وبمعنى آخر أن يكون هناك مشاركة بين جميع أفراد المجتمع من حيث تبادل المنافع حتى تتحقق السعادة في المجتمع. ربما لا نبالغ إذا قلنا إن الأنانية تعمل عمل الطاعون في المجتمع وإذا بحثنا في المجتمعات عن سبب تقدمها أو تأخرها نجد أنه كلما وجد تفاعل بين أفراد ال

قراءة في فكر إدجار موران

هذا المقال هو دراسة حول توظيف مفهوم تربية المستقبل عند إدجار موران في منهج التربية الإسلامية تمهيد يُعد إدجار موران من أبرز المفكرين الذين اهتموا بدراسة التحديات التي تواجه التربية اليوم، ولقد عالج ذلك في كتابه تربية المستقبل، وذلك إثر تكليف من اليونسكو. وقد عد سبع مثالب تواجهها التربية حاليًا ومستقبلا. وفيما يلي نستعرض خمسا من سمات تربية المستقبل: تنقية المعرفة، وإصلاح طرق التفكير، وتعليم الشرط الإنساني، وتعليم الهوية الأرضية، وتعليم الفهم الإنساني. 1- تنقية المعرفة إن السمة الأولى من سمات تربية المستقبل هي التأكيد على أن المعرفة ليست يقينية. فالمعرفة ليست منزهة عن الخطأ، فلم يستطع الإنسان يوماً ما الوقوف على قمة مستوى اليقين في المعرفة، وذلك لأنه بطبيعته البشرية يخطئ ويصيب، ولأن عقله لم يعط قدرة مطلقة للمعرفة، إضافة لعدم قدرة عقل الإنسان على الوصول لهذا المستوى من اليقين، فإنه لم يُعط القدرة على الإحاطة بالمعارف على مدار الزمان والمكان. ولقد سبق لماركس وانجلز أن وضحا، في الأيديولوجيةالألمانية، كيف أن البشر شيدوا على الدوام تصورات خاطئة حول أنفسهم وح

مرض عبادة الذات

عبادة الذات أو الدوران حول الذات مرض, والمصاب به تجده لا يحب الثقافة و العلم إلا لمصلحة تتعلق بذاته, فلا يستطيع أن يهتم بموضوع خارج ذاته بالكلية وإذا تكلمت بموضوع خارج ذاته سيحاول أن يسحبه شيئا فشيئا إلى ذاته, لذلك كل شيء يحدث يراه من خلال ذاته, والأشياء مهمة وتافهة وقريبة وبعيدة تبعا لقربها وقيمتها عند ذاته, فالأشياء عنده لا قيمة لها بذاتها, فحتى أحلامه في المنام يفسرها على أنها شيء سيحدث له في مستقبل ذاته. الشعور الإنساني يريد أن ينطلق ويرى الحياة بينما الأنانية تربط كل شيء بالذات وهي التي تنتج ضيق الأفق وصعوبات التكيف والغيرة و الحسد. لا يستطيع الأناني أو الأنانية أن يفكرا بطريقة حرة, و لن يستطيع إلا أحد سلم نفسه لله, هو من يستطيع أن يكون حرا من سيطرة ذاته و أنانيته على أفكاره وتقييماته. طبعا لابد للإنسان أن يهتم بذاته لكن المشكلة في سيطرتها على النظرة للحق والباطل عند الإنسان, عبادة الذات تجعل الحق ما ينفعنا والباطل هو ما يضرنا فقط وهذا ليس بالشرط هو الحق والباطل.  عبادة الذات تضيق إطار الحياة فلا يستطيع المصاب به أن يتذوق الجمال ويستمتع بالحياة, و إذا وصفها بالتع