إن تمحور البعض حول نفسه وتعاظم قدر ذاته فى قلبه واعتقاده أنه هو فقط الحل وعنده تكمن مفاتح النصر ولديه وحده الإجابات لكل الأسئلة والمخارج من كل مشكلة لهو أكبر أسباب الفرقة التى نعانى منها و أعظم موانع الانصهار التكاملى الذى نبغيه.
ولا أعنى بذلك المطالبة بالذوبان أو إلغاء تمايز الهويات والأفكار، ولكنني أشير إلى المعنى المفتقد لدى بعض من تعاظمت ذواتهم لدرجة أوهمتهم أنهم ومشاريعهم جزر متفردة لا تحتاج لأحد من خارجهم ولا ينقصها جهد غيرهم.
ولقد ذكر الله من هو أكمل و أفضل و أقوى منهم، ورغم ذلك قال لمن هم دونه: "فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا".
لم يستنكف ذو القرنين أن يقول فأعينونى رغم أنه من قال مولاه جل وعلا في حقه: "وآتيناه من كل شىء سببا".
للأسف البعض، يستنكف أن يقول فأعينوني أو شاركوني أو شدوا من أزري رغم أنه مهما أوتى من أسباب أو أتباع أو جاه أو علم أو مكانة، فإنه لم يؤت معشار ما أوتي ذو القرنين. لكن شيئا ما زين له جزيرته حتى ظن أن فيها الكفاية وبها الكمال وإن لم يبح بذلك، فلسان حاله وفعاله تشهد على عزلته التى تعلو أسوارها يوما بعد يوم.
ما أشد حاجتنا إلى كثير من الشبابيك والجسور نطل منها أو نعبر عليها لإخواننا.
محمد علي يوسف
تعليقات
إرسال تعليق